
تخيل لو امتلكت غزة 1% فقط من الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الذي تتلقاه إسرائيل من حلفائها. لكانت الأمور مختلفة تمامًا. لعل الحلم بتحرير الأراضي الفلسطينية لم يكن بعيدًا، بل حقيقة واقعة منذ عام 2001م. ماذا لو في ذلك العام تم القضاء على أرييل شارون (الذي كان رئيس الوزراء في تلك الفترة)؟ هل كان احتلال فلسطين سيستمر؟ ماذا لو كان الفلسطينيون قادرين على الحصول على هذا الدعم الضئيل؟!
إسرائيل، بفضل دعم لا محدود من الولايات المتحدة وحلفائها، تظل قوة عسكرية وسياسية مهيمنة في المنطقة. هذا الدعم لا يقتصر على السلاح أو التكنولوجيا، بل يمتد إلى الحماية الدبلوماسية في المحافل الدولية والدعم المالي السخي. في المقابل، يعاني الفلسطينيون من حصار اقتصادي خانق ونقص في الإمدادات الأساسية، بينما يقف العالم موقف المتفرج.
لو امتلكت غزة هذا القدر من الدعم الذي لا يشكل سوى 1% مما تحصل عليه إسرائيل، لكان الوضع مختلفًا تمامًا. ليس فقط في قدرة المقاومة الفلسطينية على تحرير أراضيها، بل في تمكين الفلسطينيين من بناء دولة قوية ومستقلة. لم تكن قوات الاحتلال لتصمد طويلاً أمام شعب مدعوم سياسيًا وعسكريًا. بل لكانت غزة قادرة على إقامة توازن حقيقي في الصراع، وإجبار الاحتلال على إعادة التفكير في سياساته القمعية.
تخيل أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تقتل أرييل شارون أو بنيامين نتنياهو في تلك الفترة. كيف كانت الأمور ستتغير؟ ربما كانت تلك الضربة القاصمة ستقود إلى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية. ففي نهاية المطاف، إسرائيل ليست سوى بيت عنكبوت هش، قد يبدو قويًا من الخارج، لكنه في الحقيقة ضعيف وهش أمام الإرادة الشعبية والمقاومة الحقيقية.
الاحتلال، رغم كل قوته العسكرية والدعم الدولي، ليس إلا آلة بربرية تعتمد على الترهيب والتنكيل. لكنه يبقى هشًا، لأن قوته تكمن في دعم خارجي وليس في أساس داخلي متين. الشعوب الحقيقية التي تناضل من أجل حريتها تستمد قوتها من إرادتها وصمودها. ومع مرور الزمن، ستثبت الأحداث أن الاحتلال الإسرائيلي لن يصمد أمام قوة الحق مهما طال الزمن.
الإرادة الفلسطينية تظل أقوى من أي آلة عسكرية أو دعم خارجي. كما قال الله في كتابه: “وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت”، فإن الاحتلال الإسرائيلي ليس إلا بيتًا من أوهن البيوت، وسيأتي اليوم الذي ينهار فيه أمام صمود شعب فلسطين وعزيمته.
الله غالب، والحق سينتصر.